يشكل الدين أحد أهم الأسس لدى الإنسان المعاصر ، نظراً للتطور
والتغييرات السريعة المستجدة في المجتمع بالقياس الى ما كانت عليه سابقا من بساطة وسهولة
فهذه التغيرات والتطورات اثرت في المجتمع تاثيرا واضحا حتى طال تاثيرها القواعد والقوانين
والثوابت والقيم الاجتماعية وحتى القيم الاخلاقية والعادات الاصيلة لم تسلم من هذه التطورات فالتكنولوجيا والتطور الهائل الذي هو في تزايد يوم بعد يوم سلب من الحياة الجوانب الاخرى التي هي الاثمن والاغلى واعطاها غذاء مضاعفا ومتنوعا لينقص منها غذاء الروح ويغرق الانسان في عالم من الماديات وينسيه ماهوأهم وقد يجعله ينكر كل شئ غير مادي ، مما يستدعي بشكل ملح العودة إلى الدين وتعاليمه لمحاكاة الروح الانسانية وتقويتها وتنظيم الحياة البشرية وإضفاء حالة الطمأنينة والهدوء عليها وازالة الصدء العالق بالقلوب وارواء ماجف من انهار وينابيع .
فالمجتمع بامس الحاجة الى الدين لان الدين هو الذي يقوي الروابط الاجتماعية ويرجع الانسان الى انسانيته ومهما تقدم العلم فانه لايسد مسد الدين فالناس بحاجة ماسة الى الدين وليس الدين كما يعبر عنه البعض حالة تتعلق بالفرد نفسه ولاتتعداه انما الدين هونظم للكيان الفردي وللاسرة وللمجتمع باسره فالدين يبدء بالفرد ثم يزحف الى الاسرة ويتابع الى المجتمع...........
وتوهم البعض الاخر ان الدين هو عادة تعود عليها الانسان فادمنها وعبر عنه بانه افيون الشعوب
وهذه مغالطة اخرى هي اعظم من سابقتها لان الدين ليس من صنعه حتى يتعود عليه ولايتركه انما هورسالة من الخالق لتقويم الانسان والمجتمع واستنهاض الفطرة واثارة الانسانية ثم لخدمة المصالح الاخرى والدين ليس عادة اذا مورست يدمن عليها الانسان بل هو ماء للفطرة الانسانية ففيه تحيا ومنه تكتسب الصفاءوالنضارة
والدين ينظم سلوك الفرد مع اسرته ومجتمعه المحيط به ومعظم الناس على معرفة تامة بما للدين من تأثير فعَّال على سلوك أفراد مجتمعاتنا ، وتكوين أفكارهم وأسلوبهم في الحياة ، وتعاملاتهم في دقائق الأمور اليومية ، فهو شريعة تملأ الحياة نضارة وتكسبها رونقا جميلا .
فالدين ينظم سلوك الفرد و سلوك الزوجين داخل الأسرة الواحدة على مستوى التربية ، والتعامل ، واكتساب القيم ، وإقامة العلاقات والروابط داخل الأسرة ثم الانطلاق الى المجتمع .
فالاسرة ليست مصنعا لانتاج الأولاد فقط ، بل هي مدرسة نفسية أيضاً ، يتعلمون الاولاد فيها من الأبوين ، ويتخلقون بأخلاقهما وسلوكهما ، لذا يجب على الوالدين تحسين سلوكهما حتى لا يمدوا المجتمع بابناء منحرفين ومشوهين نفسيا فان ذلك سيعكس سلبا على المجتمع . الأسرة هي المسؤولة عن بثِّ روح المسؤولية واحترام القيم ، وتعويد الأبناء على احترام الأنظمة الاجتماعية ، ومعايير السلوك .
فالدين على ضوء ذلك هو الضابط للسلوك الفردي والاجتماعي وهو المعيار الامثل لقيمة الانسان والدين اذا مافهم بشكل صحيح فهوبناء للشخصية الانسانية السليمة وهو سعادة للانسان في الدارين واذا اراد الانسان الوصول الى غاية ومنتهى السعادة فهو الطريق الموصل وهو السبيل المنجي للفرد والمجتمع